الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {ولا تقعدوا بكل صراط} قال: طريق {توعدون} قال: تخوّفون الناس أن يأتوا شعيبًا.وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله: {ولا تقعدوا بكل صراط توعدون} قال: بكل سبيل حق {وتصدون عن سبيل الله} قال: تصدون أهلها {وتبغونها عوجا} قال: تلتمسون لها الزيغ.وأخرج ابن جرير وابي أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله: {ولا تقعدوا بكل صراط توعدون} قال: العاشر {وتصدون عن سبيل الله} قال: تصدون عن الإِسلام {وتبغونها عوجًا} قال: هلاكًا.وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله: {وتبغونها} قال: تبغون السبيل عوجا قال: عن الحق.وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد {ولا تقعدوا بكل صراط توعدون} قال: هم العشار.وأخرج ابن جرير عن أبي العالية عن أبي هريرة أو غيره شك أبو عالية قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسريَ به على خشبة على الطريق لا يمر بها ثوب إلا شقته ولا شيء إلا خرقته. قال: «ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا مثل أقوام من أمتك يعقدون على الطريق فيقطعونه، ثم تلا {ولا تقعدوا بكل صراط توعدون}».وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله: {وما يكون لنا أن نعود فيها} قال: ما ينبغي لنا أن نعود في شرككم {بعد إذ نجانا الله إلا أن يشاء الله ربنا} والله لا يشاء الشرك، ولكن يقول: إلا أن يكون الله قد علم شيئًا فإنه قد وسع كل شيء علمًا.وأخرج الزبير بن بكار في الموفقيات عن زيد بن أسلم: أنه قال في القدرية والله ما قالوا كما قال الله ولا كما قال النبيون ولا كما قال أصحاب الجنة ولا كما قال أصحاب النار ولا كما قال أخوهم إبليس. قال الله: {وما تشاؤون إلا أن يشاء} [الإِنسان: 30] وقال شعيب {وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله} وقال أصحاب الجنة {الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله} [الأعراف: 43] وقال أصحاب النار {ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين} [الزمر: 71] وقال إبليس {رب بما أغويتني} [الحجر: 39].وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن الأنباري في الوقف والابتداء والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس قال: ما كنت أدري ما قوله: {ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق} حتى سمعت ابنة ذي يزي تقول: تعال أفاتحك: يعني أقاضيك.وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {ربنا افتح} يقول: اقض.وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال: الفتح: القضاء. لغة يمانية إذا قال أحدهم: تعال أقاضيك القضاء قال: تعال أفاتحك.وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله: {كأن لم يغنوا فيها} قال: كأن لم يعمروا فيها.وأخرج ابي جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {كأن لم يغنوا فيها} قال: كأن لم يعيشوا فيها.وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة {كأن لم يغنوا فيها} يقول: كأن لم يعيشوا فيها.وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن قتادة {فتولى عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم} قال: ذكر لنا أن نبي الله شعيبًا أسمع قومه، وأن نبي الله صالحًا أسمع قومه كما أسمع والله نبيكم محمد قومه.وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {فكيف آسى} قال: أحزن.وأخرج ابن عساكر عن مبلة بن عبد الله قال: بعث الله جبريل إلى أهل مدين شطر الليل ليأفكهم بمغانيهم، فألفى رجلاَ قائمًا يتلو كتاب الله، فهاله أن يهلكه فيمن يهلك، فرجع إلى المعراج فقال: اللهمَّ أنت سبوح قدوس بعثتني إلى مدين لإِفك مدائنهم فأصبت رجلًا قائمًا يتلو كتاب الله، فأوحى الله: ما أعرفني به هو فلان بن فلان، فابدأ به فإنه لم يدفع عن محارمي إلا موادعًا.وأخرج إسحاق بن بشر وابن عساكر عن ابن عباس. أن شعيبًا كان يقرأ من الكتب التي كان الله أنزلها على إبراهيم عليه السلام.وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس قال: في المسجد الحرام قبران ليس فيه غيرهما، قبر إسمعيل وشعيب. فقبر إسمعيل في الحجر، وقبر شعيب مقابل الحجر الأسود.وأخرج ابن عساكر عن وهب بن منبه. أن شعيبًا مات بمكة ومن معه من المؤمنين فقبورهم في غربي الكعبة، بين دار الندوة وبين باب بني سهم.وأخرج ابن أبي حاتم من طريق ابن وهب عن مالك بن أنس قال: كان شعيب خطيب الأنبياء.وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم عن ابن إسحاق قال: ذكر لي يعقوب بن أبي سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا ذكر شعيبًا قال: «ذلك خطيب الأنبياء لحسن مراجعته قومه، فيما يرادهم به، فلما كذبوه وتوعدوه بالرجم والنفي من بلاده وعتوا على الله، أخذهم عذاب يوم الظلة، فبلغني أن رجلًا من أهل مدين يقال له عمرو بن حلها فما رآها قال:
وسمير وعمران كاهناهم، والرقيم كلبهم». اهـ.
والأسى: الصبر.وفي المعنى قولان:الأول: أنه اشتد حزنه على قومه، لأنهم كانوا كثيرين، وكان يتوقع منهم الإيمان، فلمّما نزل بهم الهلاك العظيم حصل في قلبه من جهة القرابة والمجاورة وطول الألفة حزن، ثم عزى نفسه وقال: {كيف آسى على قوم كافرين}، لأنهم هم الذين أهلكوا أنفسهم بإصْرارِهِمْ على الكُفْرِ.الثاني: أنَّ المعنى: لقد أعْذَرْتُ إليكم في الإبلاغِ والنَّصِيحَةِ والتَّحْذِير مما حلَّ بكم؛ فلم تسمعوا قولي، ولم تَقْبَلُوا نَصِيحَتِي {فَكْيَفَ آسَى عَلَيْكُمْ}، بمعنى أنَّكُمْ لستم مستحقِّين بأنْ آسى عليكم. اهـ.
|